أحلى فراشة
Admin
عدد المساهمات : 252
تاريخ التسجيل : 14/03/2008
 |  موضوع: تستحق أكثر من كلمة (( شكراً ))!  الأحد أغسطس 09, 2009 2:02 am | |
|
[b][b]أيها الحاضر الغائب ،، أيها الشاطئ الذي ترسو عليه همومنا اليومية ،، أيها الظل الذي تمدد وفرش حياته وسادة نهرب إليها عند السكينة ،، أيها الخيمة التي نأوي إليها إذا اشتدت علينا عواصف الضعف والهزيمة ،، أنت يا نصف وجودنا وكل اسمنا وبقية عمرنا ؟أسقيتنا من عرق جبينك وأطعمتنا رغم أنينك وألبستنا ذراعيك العاريتين ثوباً نرمم به أجسادنا الضعيفة أحرقت نفسك بخوراً في معبد حبك لنا وتوجت عمرك بأكليل الشوك كي يزهر الورد في عمرنا .يا من تسكت الحكمة خجلاً إذا نطقت وتقوم لأجلك القيم والمبادئ إذا نهضت! يا من تجعلني أخرس أمامك وأنا سيد الكلام ،، يامن تجعلني تلميذاً أمامك وأنا الأستاذ ،، يا من تجعلني طفلاً أمامك وأنا لدي عشرة أطفال .أبي ،، يا أبي لم أصدق الخبر عندما سمعتك ،، لم أصدق حرفاً مما قالوه لي ،، تجمد الدم في عروقي فجأة ،، وتفجرت ينابيع دموعي ،، وركضت ،، وصرخت ،، وتأوهت،، وحدقت ،، حدقت كثيراً يا أبي في الفراغ ،، حدقت حتى أحسست في لحظة أن عيني ستسقطان لا لا يا أبي لا تخف علي .لن أقف في وجه السفينة ،، لن أمزق شراعها ،، لن أحطم دفتها ،، لن ألعن قبطانها فقد زاك الضباب وبدأت الريح ترقص والسفينة تسير بلا عودة!لكن يا أبي لم أستطع أن أراك لم أقدر أن أرى نور وجهك هم نظروا إليك لكن أنا ما فعلت ،، هم قبلوا جبينك لكن أنا ما استطعت ،، هم شيعوك يا أبي بأجسادهم وأنا كان قلبي يشيعك ،، هم حملوك يا أبي على أكتافهم وأنا حملتك في صدري جرحاً لا يندمل ،، هم بكوا عليك يا أبي وأنا دموعي بكت على حالي .وها أنذا أرفع يدي متضرعاً لرب العالمين أن يرحمك ويدخلك جنته ،، أخيراً يا أبي كم افتقدتك وأنت حي ،، وكم افتقدتك الآن أكثر وأنت ميت! الكاتب :: بلال فوراني ـ الإمارات[/b] | |
|
